أضعاف أضعاف ما حكى عن حساده ومناويه ظنا منه أن ذلك يدنيه إلى مباغيه فلما تعارضت رواياته وتناقضت تهادرت وتساقطت وجعلت كأن الخطيب ما هذا بها ولا ذكرها في تاريخه ولا رواها وبقي ما ذكرنا وسائر أئمة الإسلام فحول الأنام بلا معارض*
(والدليل) على ما ذكرنا أن التعديل متى ترجح على الجرح يجعل الجرح كأن لم يكن وقد ذكر ذلك إمام أئمة التحقيق أبو الفرج ابن الجوزي في (كتاب التحقيق في أحاديث التعليق) في مواضع منه فقال في حديث المضمضة والاستنشاق الذي يرويه جابر الجعفي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا يتم الوضوء إلا بهما (فإن قال) الخصم أعني الشافعي رحمه الله فإنه يراهما سنة فيه جابر الجعفي قد كذبه أيوب السختياني وزائدة*
(قلنا) قد وثقه سفيان الثوري وشعبة وكفى بهما* وقال في حديث الأذنان من الرأس* فيما يرويه سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال الأذنان من الرأس*
(فإن) قال الخصم أعني الشافعي رحمه الله فإنه قال يأخذ لهما ماءا جديدا سنان ابن ربيعة مضطرب الحديث وشهر بن حوشب لا يحتج بحديثه قال ابن عدي ليس بالقوي ولا يحتج بحديثه*
(قلنا) في الجواب أما شهر فقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأما سنان فاضطراب حديثه لا يمنع ثقته* وقال في حديث مس الذي يرويه إسحاق ابن محمد الفروي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله وآله وسلم من مس ذكره فليتوضأ وضوءه للصلوة*
(فإن) قال الخصم إسحاق ليس بثقة قال النسائي إسحاق ليس بثقة*
صفحة ٣٩