جامع العلوم والحكم

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
76

جامع العلوم والحكم

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

يتعدى نفعها؛ فإن الإخلاص فيها عزيز. وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط، وأن صاحبه يستحق المقتَ من الله والعقوبة. * * * [عمل لله مع رياء]: • وتارة يكون العمل لله، ويشاركه الرياء. • فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه أيضًا. وفي صحيح مسلمِ عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "يَقُولُ الله ﵎: "أَنَا أغنىَ الشُّرَكَاءِ عَنِ الشُّرْكِ مَنْ عَملَ عملًا أشْرك فيه مَعِى غَيْرِي تَرَكْتُهُ وشَريكَهُ" (^١). * * * • وخرجه ابن ماجه ولفظه: "فأنا منه بريءٌ وهو للذي أشرك" (^٢). * * * وخرج الإمام أحمد عن شدَّاد بن أَوْسٍ عن النبي ﷺ قال: "مَنْ صَلَّى يُرائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، ومَنْ تَصَدَّق يُرائي فَقَدْ أشْرَكَ؛ فَإِنّ الله ﷿ يقوُلُ: أنا خَيْرُ قَسِيمٍ لمنَ أشْرَكَ بي شيئًا؛ فإنَّ حَشْدَهُ عَمَلَه قَليلَهُ وكثيرَه لِشَريكه الذي أشْركَ بهِ، وَأنا عنْهُ غَنِيٌّ" (^٣). • وخرّج (^٤) الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث أبي سعد (^٥) بن أبي فضالة

(^١) صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق: باب من أشرك في عمله غير الله ٤/ ٢٢٨٩، وفي م: "وشركه" وهو الموافق لبعض نسخ مسلم. (^٢) في السنن. كتاب الزهد: باب الرياء والسمعة ٢/ ١٤٠٥ وذكر صاحب الزوائد أن إسناده صحيح ورجاله ثقات. (^٣) مسند أحمد ٤/ ١٢٦ (حلبي)، بسياقه مطولا، وفي ب فإن جده عمله وقليله وفي م وعامة النسخ: جدة عمله: قليلة … " وما أثبتناه هو الموافق لما في المسند وفيهما: "أنا عنه غني" وفي ب: وإن الله ﷿ يقول: "إنما أنا خير قسيم" وفي الفتح الرباني ١٩/ ٢٢٢ فسرها بقوله: أي جميع عمله خيره وشره، قليله وكثيره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب الزهد: باب ما جاء في الرياء ١٠/ ٢٢١ وقال: "رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وثقه أحمد وغيره وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات" وإذًا فالحديث حسن. (^٤) ب: "وأخرج". (^٥) في س، هـ، م: "سعيد" وفي التهذيب ١٢/ ١٠٥: أبو سعد ويقال أبو سعيد.

1 / 80