جامع العلوم والحكم
محقق
الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
القاهرة
وفعلكم ما عند الله. فإنه يبقى، ويذهب ما سواه".
[الوعيد على العمل لغير الله عمومًا]:
• وقد ورد الوعيد على العمل لغير الله عمومًا.
كما خرج الإمام أحمد من حديث أبيّ بن كعب ﵁ عن النبي ﷺ قال: "بَشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بالسَّناءِ (^١) وَالرِّفْعَةِ وَالدِّين والتَّمكين في الأرض؛ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُم عَمَلَ الآخرة للِدّنْيَا لَئم يكُنْ لَهُ فيِ الآخِرِة نصيب" (^٢).
* * *
[أقسام العمل لغير الله]:
• واعلم أن العمل لغير الله أقسام:
[رياء محض]:
• فتارة يكون رياء محضا؛ بحيث لا يراد به سوى مراآة (^٣) المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم؛ كما قال الله ﷿: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (^٤).
وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ (^٥).
كذلك وصف الله تعالى الكفار بالرياء المحْضِ (^٦) في قوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ﴾ (^٧).
وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام.
وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة، أو التي
(^١) في هـ، م: بالثناء وهو تصحيف. (^٢) مسند أحمد ٥/ ١٣٤ (حلبي) من طرق بنحوه وفيها: بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض وفيها: بالسناء والرفعة والنصر .. وفيها بالسناء والتمكين في البلاد والنصر والرفعة في الدين. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب الزهد: باب ما جاء في الرياء ١٠/ ٢٢٠ وقال: رواه أحمد وابنه من طرق ورجال أحمد رجال الصحيح. (^٣) في هـ، م: "مرئيات"، وهو تحريف. (^٤) سورة النساء: ١٤٢. (^٥) سورة الماعون: ٤ - ٦. (^٦) ليست في أ. (^٧) سورة الأنفال: ٤٧.
1 / 79