فأما من قتل على الشرك والبغي فقد علمنا أنه ليس بولي، فليس لك علينا حجة، فأما من تاب من بغيه فإن الله يتوب عليه، وإنما قاتله المسلمون بما ظهر من بغيه وشركه في حكم الظاهر، وفارقوه وبرئوا منه في حكم الظاهر، وهذا حكم أنزله الله لنبيه ولمن أتى من بعده، وعلما جعله الله له ولمن أتى من بعده.
ومن أظهر خلاف الإسلام ممن قتله رسول الله ^ والمؤمنون على شركه علمنا أنه عدو لله، ومن مات [و]علمنا أن الله أمر بقتاله قاتلناه حتى يفيء إلى أمر الله، ويرجع المشرك عن شركه.
وقد قال بعضهم: إن معي معنى كافر هو اسم البدن، ومعنى كفر هو اسم الفعل، ومؤمن اسم البدن، وإيمان اسم الفعل، وقد يعمل العبد بعمل أهل الإيمان وهو عند الله من أهل النار، ولا يضر من تولاه في الحكم، وهو عند الله في علمه كافر؛ لأن الله [قال]: {إنما يتقبل الله من المتقين}، وليس على العباد علم الغيب.
كذلك من ظهر منه عمل الكفر فارقوه في الحكم، وخطؤوه وقاتلوه على ما يجب عليه في الحكم، ولم يضرهم ما يكون عنده /57/من حاله إن كان من أهل التوبة وتاب عند الله.
فالمعاداة من المسلمين للكافرين على ما وصفنا، إذا علموا منهم العمل بالكفر أغلظوا لهم في القول إن قدروا، وأبغضوهم، وفارقوهم، ولم يجالسوهم، وقاتلوهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، فإن اتقوا منهم تقية فارقوهم في السريرة، وأبغضوهم وخطؤوهم ولم يصوبوهم.
صفحة ٨٠