246

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

مناطق
عُمان
الامبراطوريات
شبه الجزيرة العربية

وقد سار أبو بكر - رضي الله عنه - وقاتل من امتنع بما وجب عليه، وقاتل أهل الردة حتى دخلوا فيما خرجوا منه من الإسلام الذي خرجوا منه، وحتى يقروا بحكمه.

وقاتل الذين منعوا الزكاة حتى أخذها منهم على حكم الكتاب، ولم يسبهم سباء أهل دبا، ورد عمر سباء أهل دبا، ولم يستحل /178/ أحد من السلف سباء أهل القبلة.

ويدل على ذلك أنهم يوم الدار أنهم لم يسبوهم، ويوم صفين، ويوم الجمل ولم يستحلوا سباء أحد من أهل القبلة، ولا سموهم مشركين.

وقد قاتل علي طلحة والزبير يوم الجمل، وقاتل علي معاوية على البغي ولم يستحل في قتالهم غير محاربتهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، وقال في يوم الجمل: "ألا لا نتبع موليا، ولا يجاز على جريح، ولا غنيمة في أموال أهل القبلة".

وقد أحل الله قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله، فمن أحل سباء أهل القبلة وغنم أموالهم ضل وخرج من إجماع المسلمين، ومما ساروا به في حرب البغاة من أهل الإقرار، وإنما يقاتل كل من امتنع بحق يجب عليه حتى يعطيه أو يؤخذ بحد ما لزمه وامتنع به، وبه صار باغيا.

ألا ترى أن الذين تخلفوا عن بيعة علي ولم يحاربوا معه، وشكوا فيه وفي من قاتله لم يقبل ذلك منهم وصاروا شكاكا.

فإن احتج لهم محتج بأن رسول الله ^ نهى عن قتال أهل القبلة؟

قيل له: فلم قاتلوا مع أبي بكر من منع الزكاة واستحلوا ذلك، ولم يقاتلوا مع علي من بغى على المسلمين وطلب ما لم يكن له، والله تعالى قد أوجب قتال أهل البغي من أهل الإقرار حتى يفيئوا إلى أمر الله.

صفحة ٢٤٦