182

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

تصانيف

وعلى الداعي اليوم أن يدعو إلى تفسير ما دعا إليه النبي ^ في الجملة وبينه لمن خالف الحق من أهل القبلة، وإن سمى /131/الرجال الذين جاءت البدعة والاختلاف من قبلهم، ودعا إلى البراءة منهم فله ذلك، وإن شاء لم يسمهم ولم يدع إلى البراءة منهم، بعد أن تبين الاختلاف الذي اختلفوا فيه، ويدعو إلى ولاية أهل الطاعة، وعداوة أهل المعصية؛ والذين خالفوا الحق، ويبين ما أحدثوا حتى يكون المستجيب من أمره على بيان.

فإن قال: فبين لي تفسير الجملة.

قيل له: قد تقدم بيان تفسير بعض ذلك، وسوف نبين ما عرفنا وذكرنا مما لم نفسره إن شاء الله بحول الله وقوته وتوفيقه.

وقد قلنا: إن الحق وبيان ذلك في كتاب الله، وسنة نبيه محمد ^، والحجة فيه قائمة والدعوة له لازمة.

فإن قال: أخبرني عن تفسير الجملة، والمدعى إلى التفسير؟

فالمدعى يدعى أن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه الله الواحد الأحد، الفرد الصمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، حي قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، العالم القادر، الغني الجبار المتكبر، الرحمن الرحيم، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ولا تحيط به الأوهام، ولا يبلغه علمهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السموات والأرض، ولا يؤوده حفظهما، وهو العلي العظيم. وأن ينفي عنه الأضداد، والأشباه، والأنداد، والأمثال، يطعم ولا يطعم وهو اللطيف الخبير.

ويشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنه صادق في كل ما قال، وأن ما جاء به محمد ^ هو الحق من عند الله.

صفحة ١٨٢