وبعد أمة بفتح الألف والتخفيف وتبيين الهاء، أي بعد نسيان، إلا أنه قد يجوز أن يكون قد اجتمع المعنيان ليوسف صلى الله عليه وسلم ، وكذلك قوله: ? { إذ تلقونه } ?بالتخفيف وسكون اللام، { و?تلقونه } ?بالتشديد وفتح اللام، ولأنه قد يجوز اجتماع المعنيين (¬1) فيه؛ لأنهم قتلوه وقال: إنه كذب. (¬2) وكذلك قوله: { ?بعد بين أسفارنا } ?على الخبر. و?باعد?على الدعاء. وكذلك قوله: ? { قال لقد علمتما أنزل هؤلاء } (¬3) بفتح التاء وعلمت برفعها؛ لأن المعنيين صحيحان موجودان، وأشباه هذا كثير.
باب (¬4) في تكرير القصص والألفاظ
وقد طعن قوم في تكرير القصة بعد القصة والقول بعد القول، فليس لطاعن في هذا تعلق والحمد لله، والسبب في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبعث إلى القبائل المتفرقة بالسور المختلفة، فلو لم تكن (¬5) الأنباء والقصص مثناة ومكررة، لوقعت قصة موسى عليه السلام إلى قوم، وقصة عيسى عليه السلام إلى قوم، وقصة نوح عليه السلام إلى قوم، فأراد الله تبارك وتعالى بلطفه ورحمته، أن ينشر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع ويثبتها في كل قلب، ويزيد الحاضرين في الإفهام.
¬__________
(¬1) في (ب) و (ج) فيهم.
(¬2) كذا في الأصل، والمعنى لا يستقيم لأن الآية في سورة النور.
(¬3) الإسراء: 102.
(¬4) في (ب) و (ج) القول بدلا من الباب.
(¬5) في (أ) يكن.
صفحة ٤٩