أما الذي يدل على إبطال قول من يدعي0 فيه الزيادة والنقصان وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمعه حتى جمعه أصحابه بعده فهو كتاب الله الذي لا يحتاج معه إلى غيره، قال الله جل ذكره: ? { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } (¬1) وقال الله عز وجل: { ?إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (¬2) وقال تبارك وتعالى: ? { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (¬3) ونحو هذا في القرآن كثير. وفي بعض هذا ما يغني عن الرد على من ذكرنا لغيره، ويبطل القراءة الفاحشة والروايات الكاذبة على أصحابه وما يروون عن المصحف المنسوب إلى عبد الله بن مسعود وما جعله الله وغيره من المصاحف التي لم تظهر في محفل قط. ولو ظهرت لم تدر لمن هي وما قصتها. كذلك ما حكي عن عبد الله بن مسعود من الزيادة والنقصان، وإني لأعجب ممن يقبل من المسلمين قول من يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك القرآن الذي هو حجته على أمته والذي تقوم به دعوته والفرائض التي جاء بها من عند الله، وبه يصح الذي بعثه الله داعيا إليه، مفرقا في قطع الحرف الذي لم يجمعه ولم يضمه ولم يحصه ولم يحكم الأمر في قراءته وما يجوز من الاختلاف فيها وما لا يجوز، وفي إعرابه ومقداره وتأليف سوره، وهذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين. فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم (نسخة) وكيف برسول رب العالمين وعلى آله الطيبين؟ وقد قال رجل ممن يذكر بعلم القرآن: إن مما يدل على خطأ من ذهب إلى مذهب من ذكرنا أن الله جل ذكره أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة كلما أنزلت آية وسورة قرأها على أصحابه في صلاته وحضر (¬4) وجملة (¬5)
¬__________
(¬1) فصلت: 42.
(¬2) الحجر: 9.
(¬3) الأعراف: 146.
(¬4) في (ج): وفي كل سفر وحضر .
(¬5) في (ب) و (ج): أجلة..
صفحة ٣٤