وذلك أنك تجده قد استعمل فى هذا القول الذى حكيته لك عنه قبيل الاسم الذى يدل به على العموم، وهو قوله: كلها، أربع مرات. واستعمل ذلك الاسم أيضا قبل ذلك فى القول الذى قال فيه: فقد يجب ضرورة إذا كانت طبيعة الإنسان كذلك، وسائر الأشياء كلها، ألا يكون الإنسان شيئا واحدا.
وكذلك نجده يستعمل هذا الاسم فيما أتى به بعد من الأقاويل.
لكن هذا قد ذهب على كثير ممن ينسب نفسه إلى مقالة بقراط.
ويغلطون أيضا قبل هذا، فيظنون أنه إذا قال: حارا، أو باردا، أو رطبا، أو يابسا، إنما يعنى به شيئا آخر سوى الاسطقسات المشتركة لجميع الأجسام التى فى الكون والفساد.
وقد بينت لك — فيما أحسب — بيانا شافيا بالأقاويل التى حكيتها لك عنه أنه ليس يريد أن يجعل الكيفيات اسطقسات لتلك الأجسام.
صفحة ٩٩