قال ابقراط إن الاستعمال يصح والبطالة تذوب قال جالينوس وهذا أيضا مما تجد صاحب هذا الكتاب قد أثبته إثباتا كأنه رسم رسمه مدغما وعساه كان يريد أن يشرحه بكلام طويل واسع فى الكتاب الذى كان معتزما على وضعه ليدفعه إلى الناس ومن أجل ذلك قد نجد هذا القول فى كثير من النسخ مكتوبا بهذه الحكاية انظر فى السبب الذى له صار الاستعمال يصح والبطالة تذوب وهذا القول مخرجه من قائله مخرج مثله تشبيها بنفسه لينظر فيها ويبحث عنها لأنها نافعة جدا لا فيما يعالج باليد فقط لكن فى الأشياء أيضا التى تعالج بالتدبير وذلك أن كل جسم يبطل فهو ضعيف ويصير خامل القوة وكل جسم يستعمل فهو يصح ويقوى عند ما يفعل به الفعل الذى هو له وهذا القول يصح ويثبت من وجهين أحدهما ما تدل عليه التجارب والآخر ما يدل عليه القياس أما التجارب فتدل أن جميع من يضع ذهنه فيما يظهر للعيان ويتفقده يجد الأمر فى ذلك على ما وصفت وأما القياس فيدل على ذلك بما ينبئ عنه المزاج الطبيعى وقد ذكرت ما ينبئ عنه المزاج الطبيعى فى كتاب حفظ الصحة ومن أجل ذلك ليس ينبغى أن تترك الأعضاء التى تعالج بعلاج اليد مدة طويلة لا تتحرك كما يفعل ذلك قوم من الأطباء بالتوقى منهم والحذر بل ينبغى أن تحرك هذه الأعضاء تحريكا قصدا متى كانت سليمة من الورم ويكون أول ما يفعل ذلك بها عند ما يصب على العضو العليل الماء الحار ثم يفعل بعد ذلك فى الحمام ومن غير حمام أيضا
قال ابقراط الغمز بالكثرة
قال جالينوس وهذا أيضا مما كان صاحب هذا الكتاب قد أثبته على حدة على طريق الرسم فنقله الناسخ [كان] للكتاب من موضعه وأدخله فى حشو الكتاب وهو شىء قد قيل فيما تقدم قولا تاما كاملا لا على النقصان كما قيل هاهنا وينبغى أن نفهم عنه ما قد كنا فهمناه عنه فى الخرق لتكون جملة هذا القول ومبناه على هذا الغمز ينبغى أن يكون بكثرة الخرق خاصة لا بضغطها
صفحة ٥٦