فمتى رأيت طبيبا يبرئ جميع هذه الأدواء بالأدوية، ولا يحتاج إلى القطع إلا أن تدعوه إلى ذلك ضرورة شديدة، فاحمد منه معرفته بالأدوية. واحمد أيضا من رأيته يبرئ بالأدوية وحدها من أدواء العين ما يعالجه غيره بالقطع: مثل الظفرة، والجرب، والسبل، والبرد، والماء، والغرب والنواصير، والشعر، وزيادة لحم المأقين ونقصانه. واحمد أيضا من رأيته قد حلل من العين مدة محتقنة فيها بسرعة، أو رد الطبقة التى يقال لها العنبية، بعد أن نتت نتوا كبيرا شديدا، إلى موضعها حتى لطئت، أو ظهر منه غير ذلك مما هو شبيه به فى علاج العين بغير حديد. واحمد أيضا فى معرفة الأدوية من رأيته يبرئ بها داء الفيل، ورأيته يفتت بالأدوية الحجارة التى تتولد فى المثانة أو فى الكلى أو يمنع من تولد الحجارة فى المفاصل أو يحللها إذا تولدت. واحمد أيضا من رأيته يقدر على أن يبرئ الورم الصلب الجاسئ فى المفاصل كان أو فى الأحشاء أو فى العضل. واحمد أيضا فى معرفة الأدوية من رأيته يبرئ الانعقال الذى يكون فى شىء من المفاصل، أى مفصل كان. وهذه الأدواء ليس يتضمن المعالجون بالحديد برءها ولا هى مما علاجها سهل يسير. وكذلك حال القروح المنسوبة إلى السرطان أو الآكلة أو القروح التى يسقيها عرق قد اتسع، والناصور إذا انتهى إلى العظم أو تقادم وتولد فيه لحم صلب. فإنه ليس شىء من هذه الأدواء بسهل العلاج. لكنهم يحتاجون فى علاجها إلى الحديد والنار. فمن أدعى عندك علما بأمر الأدوية، فيجب عليه أن ينهى بها هذه الأدواء. وأن يمنع العروق التى قد اتسعت من أن يزداد اتساعها.
ويجب عليه أيضا أن يبرئ بالأدوية مع التدبير: النقرس، ووجع النسا، ووجع المفاصل — ما دام لم يتولد فيها حجارة — والصرع، والفالج، والاسترخاء، والجنون العارض من السوداء والصفراء المحترقة، والصداع الدائم المشتمل على الرأس كله، والشقيقة، والسدر، والمدة المحتبسة فيما بين الصدر والرئة، والربو، ونفث الدم، وزلق الأمعاء، والقرحة التى تكون فى الأمعاء أو فى غير الأمعاء من الجوف، والدبيلات، والأورام التى تكون فى الأحشاء، والتى تكون فى الثديين. فإن الطبيب الحاذق يقدر أن يبرئ هذه الأدواء كلها بالأدوية مع التدبير.
١١
صفحة ١١٨