وبهذا النوع خاصة كان أكثر قوام هذه الصناعة.
وذلك أنهم لما شبهوا بالشيء الذي قد رأوه قد نفع أو ضر، فوجدوه لا مرة، ولا مرتين، ولا ثلثا، لكن مرارا كثيرة يفعل ذلك الفعل بعينه في تلك الأمراض بأعيانها في أكثر الحالات، حفظوا ذلك الشيء، ولزموه، وسموه بابا من الطب، وصح عندهم، ووثقوا به، وعدوه جزءا من هذه الصناعة.
فلما اجتمعت لهم أبواب كثيرة من أشباه هذه الأبواب، كان المجتمع عندهم منها هو الطب، والجامع لها هو الطبيب. وسموا المجتمع أيضا «المشاهدة»، وهو حفظ ما لأشياء قد شوهدت مرارا كثيرة علی حال واحد. وسموه أيضا تجربة وخبرة، وسموا الإخبار به خبرا.
صفحة ١٩