وأقصد بقولي أولا قصد من يحكم علی الأمراض بالاستفراغات الطبيعية. وإني لأعجب منهم إن كانوا لم يروا قط عرقا، ولا بولا، ولا قيئا ، ولا برازا استفرغ أكثر من المقدار الطبيعي، قد نفع. وأشنع من هذا كله، إن كانوا لم يروا رعافا قط كان به إفراق. فإن الرعاف ليس مقداره فقط خارجا عن الأمر الطبيعي، لكن جنسه كله خارج عن الأمر الطبيعي.
فأما العرق، والبول، والبراز، والقيء فليس جنسها خارجا عن الأمر الطبيعي، إلا أنه ربما جاوز في مقداره المقدار الطبيعي، حتی أني لأعرف مرضی عرقوا حتی بلوا لحفا وقطفا. وأعرف مرضی آخرين استطلقت بطونهم أكیر من عشرين رطلا. وليس أحد رأی أن يقطع شيئا من هذا الاستفراغ. لأن الشيء الذي استفرغ هو الشيء الذي كان يؤذي.
صفحة ٧٣