فإن أمركم عندي لعجب جدا، مفرط الشناعة في ترككم النظر في أمر أعضاء البدن. وذلك أن هذا أمر مضاد للحق. وهو مع ذلك ضد ما تفعلون، إذ تقولون: حيث كان الورم فعلاجه علاج واحد، في الرجل كان، أو في الأذن، أو في الفم، أو في العين.
فما بالي أراكم كثيرا ما تبطون الورم بالمبضع إذا كان في الرجل، وتغرقونه بالدهن، ولم أركم قط فعلتم ذلك بالعين الوارمة. وما بالي أراكم تداون ورم العين بالأكحال القابضة، ولا أراكم تكحلون الرجل بتلك الأكحال.
وما بالكم لا تداون الأذن المتورمة بالأدوية التي تعالجون بها العين المتورمة، والعين المتورمة بأدوية الأذن المتورمة. لكن دواء ورم الأذن عندكم غير دواء ورم العين.
مثال ذلك: أن الخل مع دهن الورد دواء جيد لورم الأذن الحار. إلا أني لست أظن أن أحدا منكم يقدم علی أن يقطر ذلك في عين متورمة. وإن يقدم علی ذلك، فسيجرب أن تقدمه يكسبه غرما ثقيلا.
صفحة ٦٨