فإن مرض الانبعاث لا يحتاج في حال من الحالات إلی الأشياء المحللة، لكنه إنما يحتاج دائما إلی الأشياء المسددة، شتاء كان أو صيفا، أو ربيعا كان أو خريفا، وصبيا كان المريض أو شابا أو شيخا، وببلاد تراقيا أو ببلاد الصقالبة، أو في بلاد اليونان.
فليس يحتاج إذن إلی معرفة شيء من هذه الأشياء، ولا ينتفع به، لكن البحث عن جميعها فضل.
وأي شيء يقولون في أعضاء البدن؟
أليس النظر فيها فضلا وعبثا في الاستدلال علی ما تعالج به أمراضها؟
وهل يجترئ أحد أن يقول: إن الورم إذا كان في عضو عصبي فينبغي أن يحلل، وإذا كان في عضو لحمي، أو الغالب عليه طبيعة العروق الضوارب أو غير الضوارب، فينبغي أن يسدد.
صفحة ٥٩