وقالوا: إن كل مرض لا يخلو من أن يكون إما احتقانا، وإما انبعاثا، وإما مركبا فيما بينهما.
والاحتقان عندهم أن تكون الأشياء التي استفراغها للأبدان طبيعي ممتنعة، محتبسة.
والانبعاث عندهم أن تكون تلك الأشياء تستفرغ بأكثر من المقدار.
فمتی كانت تلك الأشياء قد اجتمع فيها الاحتقان والانبعاث، قالوا: إن ذلك مرض مركب من الاحتقان والانبعاث، مثل حال العين، إذا كانت متورمة، فتنبعث منها دموع.
وذلك أنهم قالوا: إن الورم مرض محتقن. فلما كان في هذه الحال ليس هو بمفرد وحده، لكن معه شيء منبعث، والورم والانبعاث جميعا في موضع واحد، صارت جملتها مرضا مركبا.
صفحة ٤٦