والعلاج الصواب في ذلك هو أن يستفرغ السم الذي صار في بدن المنهوش بالنهشة. ولذلك لا يبادرون إلی إدمال القرحة وختمها في مثل هذه الحال. لكنهم يفعلون ضد ذلك، وهو أنهم كثيرا ما يزيدون فيها بالشق، ويوسعونها إذا كانت ضيقة جدا، ويستعملون الأدوية الحارة الحادة التي من شأنها أن تجتذب السم، وتجففه.
ولهذا السبب بعينه قد يستعمل أيضا أصحاب التجارب هذه الأدوية بأعيانها. وليس استدلالهم علی منفعة هذه الأدوية من حال المعالج بها، بل من تذكرهم لما ظهر بالتجربة من ذلك.
وكما أنهم يتعرفون العلاج بالتجربة بحسب الأسنان، وأوقات السنة، وكل واحد من هذه الأشياء التي ذكرناها، كذلك أيضا يتعرفون العلاج بالتجربة بحسب سبب العلة الكائن من خارج الذي عنه يكون ابتداؤها، وهذا السبب يسمی السبب البادئ.
ولو اتفقت هاتان الفرقتان علی أن طريقي استخراج العلاج اللذين يستعملونهما كليهما صحيحان، لما طال بينهما الكلام.
صفحة ٣١