فانزل: أنك رأيت رجلا به حمی حادة، وكسل عن الحركة، وهو يحس في بدنه بثقل، وتراه أملأ بدنا مما كان، وأشد حمرة بدن، وعروقه أشد امتلاء وانتفاخا.
فجميع من رأی هذا — في قولهم — يعلم أنه قد كثر في بدنه الدم، وسخن، وأن دواءه استفراغه، لأن التفرغ ضد الكثرة والامتلاء، ومداواة الضد بالضد.
وليس يمكن أن نعلم من هذا السبب وحده كيف نستفرغ، ولا بأي مقدار نستفرغ، لأنه قد ينبغي أن ننظر مع ذلك في القوة، والسن، والوقت الحاضر من أوقات السنة، والبلد، وسائر الأشياء التي ذكرناها قبيل.
وذلك أنه إن كانت قوة المريض قوية، وكانت سنه منتهی الشباب، وكان الوقت الحاضر من أوقات السنة الربيع، وكان البلد معتدلا، فلن تخطئ إن فصدته، واستفرغته من الدم بالمقدار الذي يدل عليه السبب.
صفحة ٢٦