وأما من دواء إلی دواء آخر شبيه به، فمثل أن ينقلوا في المرض الواحد — مثل الذرب — من دواء إلی دواء آخر شبيه به، مثل النقلة من السفرجل إلی الزعرور.
وهذه النقلة كلها هي طريق ومسلك إلی الإدراك، وليس هي الإدراك نفسه، دون أن تقع التجربه له.
إلا أنه إذا جرب الشيء الذي قد رأی مرة واحدة، فقد صح ما شهدت عليه تلك التجربة صحة ليست بدون صحته لو كان رصد فوجد مرارا لا يحصی عددها كثرة علی تلك الحال.
ونسبوا هذه التجربة التابعة للنقلة من شيء إلی شيء شبيه به إلی الدربة والحذق، لأن الذي من شأنه أن يستخرج شيئا علی طريق النقلة يحتاج إلی أن تكون معه دربة، وحنكة، وحذق في هذه الصناعة.
صفحة ٢١