٧ وإنى لأعجب من الأطباء الذين يقولون ان المعرفة بالاسطقسات ليس يحتاج إليها فى صناعة الطب كيف يسمون أسبابا من الأسباب ماسكة فإنا لسنا نجد شيئا من الأشياء الموجودة يحتاج إلى أن يتماسك بجوهر آخر لكن كل واحد منها مكتف بنفسه غير محتاج إلى غيره فى الوجود وإن استقصى الإنسان النظر كأنه أن يجد كل سبب فليس إنما هو سبب لوجود ما أول بل لتكون والوجود قال حنين اليونانيون يسمون الجوهر والوجود باسم واحد المتكون ليس هو أولا وذلك أن التكون كأنه طريق ما يؤدى إلى الوجود ولذلك صارت الأشياء المتكونة فقط يوجد لها أسباب للتكون وإن كان شىء من الأشياء غير متكون فلا أسباب له وافلاطن أيضا يقول فى كتابه المنسوب إلى طيماوس حين قال وكل ما يتكون فواجب ضرورة أن يتكون عن سبب من الأسباب وذلك أنه محال من الجهات كلها أن يقع تكون بلا سبب لكن ما قد تكون وفرغ فواجب ضرورة أن يكون إنما تكون عن سبب موجود فأما ما هو موجود فليس يحتاج إلى سبب
[chapter 8]
صفحة ٦٤