============================================================
س يا عباد الله أنتم في دار الحكمة لا بد من الواسطة، اطلبوا من معبودكم طبيبا يطب أمراض قلوبكم، مداويا يداويكم، دليلا يدلكم ويأخذ بأيديكم(48).
تقربوا إلى مقربيه، ومفرديه، وحجاب قربه وبوابي بابه. قد رضيتم بخدمة نفوسكم ومتابعة أهويكم وطباعكم، تجتهدون في رضاء نفوسكم وشبعها من الدنيا، وهو شيء لا يقع بأيديكم قط ساعة بعد ساعة، يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة، وقد جاءكم الموت فلا تقدرون آن تتخلصوا من يده، هر منكم على رصد وأنتم ماعندكم خب آنتم غائبون عن انتظاره، وهو قائم (1/102] بحذائكم. عن قريب ينزل بساحتكم ( ساحة عواقبكم وحياتكم ترتحل روح أحدكم ويبقى جسده كجسد شاة ميتة. من يرمك يواريك في التراب قبل آن تأكلك سباع الأرض وهوامها، ثم يقعد أهلك وأصدقاؤك في أكلهم وشربهم وتنعمهم، فإما يترحمون عليك أو لا يترحمون. كثير من الملوك قتلهم أعداؤهم، ال ورموا بهم في البراري من غير دفن قصدا لأن تأكلهم الكلاب والحشرات. ما أقبح ملكا يؤول أمره إلى هذا. ما أحسن ما قال بعضهم: "ليس ملكا يزيله الموت؛ إنما الملك ملك من لا يموت". العاقل من ذكر الموت ورضي بما يأتي به القدر، فيشكر على ما يحب ويصبر على ما يكره. اجعلوا تفكركم في آمور آديانكم عوضا عن (102/] التفكر في الشهوات واللذات / وفي الموت، وما وراءه الأقسام قد فرغ الله عز وجل منها، لا يزيد فيها ذرة ولا ينقص منها ذرة. قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "فرغ الله عز وجل من الخلق والرزق والأجل، جف القلم بما هو 48) ياخذ بأيديكم: نقص من "اه.
صفحة ١١٦