============================================================
اس يا عباد الله كونوا عقلاء، واجتهدوا أن تعرفوا معبودكم قبل مماتكم، سلوه جميع حوائجكم في ليلكم ونهاركم. السؤال له عبادة، إن أعطا وإن لم يعط، لاتتهموه ولا تستعجلوه ولا تسأموا من السؤال، سلوه على قدم الذل، وإذا تأخرت إجابتكم فلا تعترضوا عليه؛ فإنه أعلم بمصالحكم منكم. اسمعوا هذا الكلام وافهموه، واعملوا به. هو كلام على جادة مستقيمة، كلام مجرب.
واحزناه عليكم. كيف تموتون وما عرفتم ربكم عز وجل؟! ويحكم: كيف تقدمون على من لم تتعرفوا إليه ولم تعاملوه، ولم تستضيفوا به وتاكلوا من ذكر (1/74] ضيافته. عاملوه ( وقد ربحت معاملتكم، اتخذوا عنده يدا قبل وصولكم إليه، أكرموا الفقراء والمساكين، وواسوهم بشيء من أموالكم وقد اتخذتم يدا، إذا فعلتم ذلك اكرمكم وأحسن إليكم دنيا وأخرى(52). هذا المال الذي في أيديكم ما هو لكم، هو وديعة عندكم، هو مشترك بينكم وبين الفقراء، لا تملكوا الوديعة على صاحبها فيأخذها من أيديكم. إذا طبخ أحدكم قدرا فلا يأكل وحده بل يطعم منه جاره والسائل الذي يأي إلى بابه، والضيف الذي يستضيف به، لا تردوا السؤال(52) مع القدرة على عطاياهم؛ فإن ردهم سبب لزوال النعم. عن النبي (52) ورد عن النبي صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم: "اتخذوا عند الفقراء أياي فإن لهم دولة يوم القيامة" رواه أبو نعيم في الحلية من حديث إبراهيم بن فارس عن وهب وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة، 17 بزيادة: (فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: سيروا إلى الفقراء فيعتدر إليهم كما يعتذر أحدكم إلى أخيه في الدنياه.
(53) السؤال: جمع سائل، وكذلك السألة، هذا من باب حث المؤمن على حسن الظن بالسائل
صفحة ٨٨