============================================================
والكآبة على وجهه الحزن دأب المؤمن في جميع أحواله حتى يلقى ربه عز وجل.
القوم لا يزالون على قدم الخرس إلى أن يأتيهم الأذن بالنطق على الخلق، يجمع بينهم وبين المريدين الصالحين؛ فينطقون عليهم ويدلونهم على مرادهم، يصير لهم نطقا كليا، فإذا مالت قلوبهم إلى الخلق جاءتهم يد الغيرة بالقبض واللجام، يغلق الباب من دونهم حتى يعتذروا ويتوبوا، فإذا تحققت توبتهم فتح لهم الباب وقربت قلوبهم (169 يا موتى القلوب: ما قعودكم عندي يا عبيد الدنيا والسلاطين ( يا عباد الأغنياء، يا عبيد الغلاء والرخص؟!.
ويحكم لو بلغ ثمن حبة من الحنطة دينارا لا أبالي: المؤمن لا يهمه رزقه لقوة يقينه واتكاله على ربه عز وجل، لا تعد نفسك مع المؤمنين، انعزل عنهم. سبحان من أوقفني بينكم! كلما طال جناحي جامت يد القدرة وقصته، وكلما طال جناح العلم قصه مقراض الحكم. إقبلوا قولي ونصحي عليكم بدلالات التوحيد والإصغاء إلى كلامات الصديقين والأولياء، هي كالوحي من الله عز وجل ينطقون عنه ويأمرهم من وراء مأمور العالم الطغام (42). أنت هوس تؤلف كلامك من الكتب وتتكلم به، إن ضاع كتابك ما تصنع؟ أو وقع 1/70] الحريق في كتبك؟ أو انطفىء مصباحك الذي / تبصر به؟ أو انكسرت جرتك فتبدد الماء الذي فيها؟ أين مقدحتك وحراقتك وكبريتك ومعينك؟ من تعلم وعيل وأخلص صارت المقدحة والمعين في قلبه، يصير في قلبه نور من نور الله عز وجل، يسسضيء به هو وغيره، تنحوا يا أبناء القلقلة، يا أبناء الصحف المؤلفة بأيدي النفوس والأهواء.
ويلكم تنازعون المخطوطة، تنقصمون وتهلكون ولا يتغير خطه، كيف يتغير (42) قوم طغام: أي طائشون وجاهلون انظر لسان العرب مادة (طغم)
صفحة ٨٤