============================================================
والثاني: موهبة من غير تعب، وهو نادر لآحاد الخلق.
يا غلام: عليك بخويصة نفسك عند ضعف إيانك، وما عليك من أهلك وجارك وأهل بلدك وإقليمك، فإذا قوي إيانك فابرز إلى اهلك وولدك ثم إلى الخلق: لا تبرز إليهم إلا ان تتدرع بدرع التقوى، وتترك على رأس قلبك خوذة
الايمان، وبيده سيف التوحيد، وفي جعبتك(1) سهام إجابة الدعوى، وتركب حصان التوفيق، وتتعلم الكر والفر والضرب والطعان، ثم تحمل على أعداء (1/56) الخالق فحينئذ تجيئك النصرة والمعونة من الجهات الست: يمينأ وشمالا وفوقا وتحتا وأماما ووراء، وتأخذ الخلق من أيدي الشياطين وتحملهم إلى باب الحق عز وجل. من وصل إلى هذا المقام كشفت الحجب عن عين قلبه، كيف التفت من الجهات الست، أحرق نظره الحجب(7)، ولم يحجب عنه، يرفع رأس قلبه فيرى العرش والسموات، وإذا أطرق رأى أطباق الأرض وساكنيها من الجن، إذا وصلت إلى هذا المقام فادع الخلق إلى باب الحق عز وجل، وقبل هذا لا يجيء منك شيء، إذا دعوت الخلق ولست على باب الحق عزوجل كان دعاؤك لهم وبالا عليك كلما تحركت نزلت، كلما طلبت الرفعة اتضعت. ما عندك من الصالحين خبر، أنت لقلقه. أنت لسان بلا جنان. أنت ظاهر بلا باطن. جلوة بلا خلوة.
(56اب] جولة بلا صولة. سيفك من خشب، سهامك من كبريت ( آنت جبان لا شجاعة لك. أدن سهم يقتلك. بقة(8) تقيم عليك قيامتك. اللهم قو أدياننا وإيماننا وأبداننا بقربك، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اه: (2) الجعبة: بالفتح كنانة النشاب، ج جعاب، وقد فرق بعض اللغويين الفقهاء في اللسان فقالوا: الجغبة للتشاب، والكنانة للنبل. انظر تاج العروس ج 2/، 163 اساس البلاغة94 7) نقص من (ا) (8) نقص من (1):
صفحة ٧٠