============================================================
حافظوا على الصلوات؛ فإنها صلة بينكم وبين ربكم عز وجل. عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم أنه قال: "إذا دخل المؤمن في الصلاة، وحضر قلبه بين يدي ربه عز وجل ضرب حوله سرادقات النور، وتقف الملائكة حوله، وينزل البر عليه من السماء، ويباهي به الحق عز وجل"(94).
من المصلين من تقيض (95) قلبه إلى الحق عز وجل - كما تقيض (96) الطائر من القفص، وكما تقيض الطفل من يد(97) الأم - يؤخذ عن مالوفه من معلومه ومسكونه يغيب عنه، فلو قطع ومزق ما علم. حكي عن بعض هؤلاء ( السادة [50/ب] وكان من تابعي صحابة رسول الله صلى الله عليه و[آله وصحبه) وسلم، وهر عروة بن الزبير بن العوام بن أخت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أنه وقع في رجله الآكلة(48)، قيل له: لا بد من قطعها وإلا هلك جميع جسدك، فقال للطبيب: إذا دخلت في الصلاة فاقطعها، فقطعها وشدها وهو في السجود ولم يحس بألها(1). انتم هوس بالإضافة إلى من تقدم. أنتم قول بلا عمل، وصورة بلا (94) قال الغزالي في الإحياء 170/1: (ففي الخبر *إن العبد إذا قام في الصلاة رفع الله سبحانه وتعالى الحجاب بينه ويين عبده، وواجهه بوجه، وقامت الملائكة من لدن منكبيه إلى الهواء، يصلون بصلاته، ويؤمنون على دعائه، وإن المصلي لينثر عليه البر من عنان السماء إلى مفرق رأسه، وينادي مناد في السماء لو علم هذا المناجي من يناجي ما التفت، وإن أبواب السماء تفتح للمصلين، وإن الله عز وجل يباهي ملائكته بعبده المصلي". ولم يخرجه العراقي (45) قاض يقيضه إذا عاضه، والقيض: العوض، وتقيض قلبه أبدل الى الحق عز وجل.
(96) تقيض الطائر إذا شق البيض (97) تقيض الطفل من يد الأم إذا استبدل المشي بيد الأم.
(98) الآكلة: وتسمى الشافة: وهي قرحة تخرج في القدم او في أسفله.
(1) أنظر سير أعلام النبلاء للذهبي، 4 /429 - 450 . والحلية 179/2. وابن عساكر في تاريخ دمشق 286/11
صفحة ٦٥