============================================================
وافرا. عن بعضهم آنه قال: (رأيت سفيان الثوري أكل حتى مقته، ثم صلى وبكى حتى رحمته). لا تقتد بسفيان في كثرة أكله، واقتد به في كثرة عبادته؛ فلست سفيانا، لا تشبع نفسك كما كان يشبعها، فلست تملكها كما كان يملكها.
إذا صح القلب صار شجرة، لها أغصان وأوراق وثمان تصير فيه منافع للخلق: الأنس والجن والملك. إذا لم يكن للقلب صحة فهو كقلوب الحيوانات صورة بلا معنى، آنية بلا ماء، شجرة بلا ثمر، قفص بلا طائر، دار بلا ساكن، كنز مجموع فيه جواهر ودنانير ودراهم بلا منفق، جسد (بلا روح، كالأجساد التي (46/ب] مسخت، قهي صورة بلا معنى. والقلب المعرض عن الله عز وجل الكافر به مسوخ؛ ولهذا شبهه الله عز وجل بالحجر فقال الله تعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة. [سورة البقرة 74/2] . لما لم يعمل بالتوراة بنو إسرائيل مسخ الله عز وجل قلوبهم حجارة وطردها من بابه. هكذا أنتم يا محمديين إذا لم تعملوا بالقرآن وتحكموا أحكامه يمسخ قلوبكم ويطردها من بابه.
لا تكونوا من أضله الله على علم. إذا تعلمت للخلق عملت للخلق، وإذا تعلمت لله عز وجل عملت له. الطاعة عمل الجنة، والمعصية عمل النار وبعد ذلك الأمر إليه، إن شاء أثاب واحدا منا بلا عمل، وإن شاء عاقب واحدا مع عمل فذاك [1/47) إليه، فعال لما يريد، لا يسأل عما يفعل ( وهم يسألون.
الصديق ينظر بنور الله عز وجل، لا بنور عينيه ولا بنور الشمس والقمر، هذا نور الله العام، وله نور خاص، أعطاه الله عز وجل هذا النور بعد أحكام نور العلم الثاني. اللهم ارزقنا حلمك، وعلمك، وقربك، وآتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
صفحة ٦١