============================================================
وشهرتني بين الناس، اللهم لا تفضحني عندهم في القيامة فإنني أعلم أني عيب سسور وتناء منشور): يا غلام ما يقع بيدك من الحق عز وجل شيء بنفاقك وفصاحتك وبلاغتك وتصفير وجهك، وترقيع مرقعتك وجميع ألطافك، كل ذلك من نفسك وشيطانك (1/38] وشركك / بالخلق وطلب الدنيا منهم . أحسن الظن في غيرك وأسيء الظن بنفسك، أحقر نفسك واكتم أمرك، وكن على ذلك إلى أن يقال لك: تحدث بنعمة الله عليك. كان ابن سمعون(70) رحمة الله عليه، إذا جاءته الكرامة يقول: (هذه خدعة، هذه من الشيطان، ودام على ذلك حتى قيل له: (من أنت ومن أبوك؟!
تحدث بنعمتنا عليك).
يا محبين، يا مريدين: احذروا أن يفوتكم الحق عز وجل؛ فإن فاتكم فقد فاتكم كل شيء. أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام : (يا عيسى احذر أن أفوتك فإن فتك فاتك كل شيء، وإن لم أفتك، لم يفتك شيء). وقال موسى عليه (38/ب] السلام في مناجاته لربه عز وجل: (يا رب أوصني. فقال له /: أوصيك بي وبطلبي، وكرر ذلك عليه أربع مرات، في كل مرة يقول له ذلك ويجيبه مثل (70) هو آبو الحين بن سمعون (300 - 387ه) محمد بن آمقد بن إسماعيل ابن عنيس بن اسماعيل الواعظ، المعروف بابن سمعون، كان لاهل العراق فيه اعتقاد كثير ولهم به غرام شديد، وهو الذي عناه الحريري صاحب المقامات في المقامة الحادية والعشرين؛ وهي الرازية، بقوله: رأيت الجراد ومستنون استنان الجياد، ومواصفون واعظا يقصدونه ويحلون ابن سمون دونه.
كان يتكلم على الخواطر والإشارات، ولسان الواعظ دون الناس حكمته، وجمعوا كلامه، له كرامات ومكاشفات وأحوال ومقامات.1د.
انظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 274/1 ط: القاهرة 1931 والبداية والنهاية لابن كثير 323/11 ط القاهرة.
صفحة ٥٢