============================================================
من جيرانك، لا تكسنا من عاريتك. ما نقبل الهدية إلا من مالك لا من مستعير وغاصب. التوحيد نار محرقة لكل شيء، يا نار كوني بردا وسلاما. اللهم أعطنا خير هذا اليوم. واكفنا شره، وهكذا جميع الليالي والأيام.
يا قعودا على دنياهم وطول أمالهم، عن قريب تأتي الآجال، فتحول بينكم وبين الآمال. بادروا الآجال قبل مجيئها، انظروا إلى وجه الموت الفجأة، ليس من [1/139] شرط للموت / المرض. إبليس عدوكم يحب منكم أن تموتوا على قدم الغفلة والمعصية والكفر. لا تغفلوا عن عدوكم، ولا تقبلوا مشورته، لا تأمنوه فما هو امين. كونوا منه على حذر، فما يرد سيفه عن صديق ولا زنديق، وما ينفلت منه إلا آحاد أفراد. أخرج أباكم آدم وأمكم حوى عليهما السلام من الجنة وهو مجتهد أن لا يخليكم تدخلونها. هو يأمر بالمعاصي والزلات(43) والكفر والمخالفة؛ فكل المعاصي منسوبة إليه بعد قضاء الله تعالى عز وجل وقدره. كل الخلق مبتلون به سوى عباد الله المخلصين والمحققين لعبادته، فلا سلطان له عليهم، وفي بعض الأوقات يؤذيهم بعض الأذية. إذا جاء القضاء غشى البصر، عمله معهم في الجسد 1397/ ب] لا في القلب والسر، فيما يلي الدنيا/ لا فيما يلي الآخرة، فيما يلي الخلق لا فيما يلي الحق عزوجل. واكثر ما يدخل على الخلق بطريق الدنيا والنفس. طلب الدتيا نار محرقة. يا غلمان اشتغلوا بما يعنيكم وما يصلحكم، العمل لما بعد الموت يعنيكم، مجاهة نفوسكم تعنيكم. والاشتغال بعيوبكم يعنيكم، والاشتغال بعيوب الناس لا يعنيكم. اذكروا الموت واعملوا لما بعد الموت. قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلك: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله المغفرة"(44). الزموا أنفسكم التواضع لله عز وجل (43) في (ا) اللذات.
(44) رواه أحمد في مسند الشاميين، عن شداد بن أوس، ،17123 دون لفظ المغفرة، وأخرجه ابن ماجه في السنن، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له،، 4260 دون لفظة المغفرة
صفحة ١٥٢