============================================================
خائفة من علم الله تعالى عز وجل فيهم . كان الفضيل ابن عياض(40) رحمة الله عليه إذا لقي سفيان الثوري يقول له: (تعالى حتى نبكي على علم الله عز وجل فينا). ما أحسن هذا الكلام. هو كلام عارف بالله عز وجل، عالم به وبتصاريفه.
ما علم الله عز وجل الذي أشار إليه هو قوله: "هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي وخلط / الكل موضعا واحدا فلا يدري من أي القبيلين (133/ ب) هم(41). لم يغتروا بما ظهر من أعماهم؛ لأن الأعمال بخواتيمها .
المتقون هم التاركون للمعاصي والزلات ماظهر منها وما بطن، والرياء والنفاق والعمل للخلق والأغراض، فهم اليوم في جنة الطاعة، وغدا يكونون في جنات وعيون، قعودا بين أشجار لا تيبس أبدا، وأثمار لا تنقطع ابدا، وأنهار لا ينضب ماؤها أبدا، كيف تنضب وهي تخرج من تحت العرش، لكل واحد منهم هر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل، ونهر من خر، تجري هذه الأنهار معهم أينما ذهبوا من غير شق في الأرض. كل شيء في الدنيا مثله في الآخرة وزيادة. كل شيء في الآخرة في الدنيا نموذجه /. آخذين ما آتاهم ربهم من النعيم؛ وهو مالا (1/134] (4) هو الفضيل بن عياض ين مسعود بن بشير، الإمام القدوة، الثبت، شيخ الإسلام، ولد بسمرقند، نشأ بأبيورد، ارتحل في طلب العلم، وتوفي في مكة 187 ه كان ثقة، تبيلا، فاضلا، عابدا، ورعا، كثير الحديث. روى عن خلق كثير، وروى عنه خلق كثير. انظظر ير أعلام النبلاء 423/8.
(41) أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب في كيفية الخلق الأدمي في بطن أمه وكتابة رزقه2651 بغير هذا اللفظ، وورد في الصحيح المسند من الأحاديث القدسية، 180 عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه [وآله وصحبه) وسلم قال: "خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الدر، وضرب كتفه الير فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحميم، فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كفه اليسرى إلى النار ولا أبالي.
كما ذكره الالباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 249
صفحة ١٤٧