الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
وهي تنقسم إلى مماثلة وإلى مخالفة ، والمثلان هما المتشاركان في حقيقة | واحدة ، من حيث هما كذلك .
فالإنسان والفرس مختلفان ، وجسميتاهما متماثلتان . والطبيعة الجنسية | إذا أخذت أعدادها ، مع قطع النظر عما اختلفت به من الفصول ، فهي نوعية ، | وكذا الفصول ، فالمثلان هما المشتركان في نوع واحد ، ولا يشترط في ذلك | تشاركهما في جميع الصفات ، وإلا كانا شيئا واحدا ، لا شيئين .
والمتقابلان هما الأمران المتصوران اللذان لا يصدقان على شيء واحد ، في | حالة واحدة ، من جهة واحدة . واحترز بالأخير عن مثل التقابل بين الأب والابن ، | فإنه إذا لم يشترط اتحاد الجهة ، جاز أن يكون الواحد أبا باعتبار ، وابنا بآخر .
وكل أمرين كذلك ، إن كانا وجوديين . فإن كانت ماهية أحدهما معقولة | بالقياس إلى الآخر فهما المضافان ، كالأبوة والبنوة ، وإلا فهما الضدان كالسواد | والبياض .
وإن كان أحدهما وجوديا والآخر عدميا ، فأما أن ينظر إلى العدم والوجود | بشرط عدم وجود موضوع مستعد لقبول ذلك الإيجاب ، بحسب شخصه أو | نوعه أو جنسه القريب أو البعيد ، وهو العدم والملكة ، كالعمى والبصر .
وأما ألا ينظر إليهما بذلك الشرط ، وهو الإيجاب والسلب ، كالفرسية | واللافرسية ، وكزيد إنسان ، زيد ليس بإنسان ، وهما لا يجتمعان على الصدق | ولا الكذب . وسائر المتقابلات جاز أن تكذبا ( معا ) .
أما المضافان فكزيد أبو خالد ، وابن خالد ، إذا لم يكن كذلك ، وأما الضدان | فلأنهما يكذبان عند عدم وجوده ، إذا لم يتصف بأحدهما . وأما الملكة والعدم ، | فعند عدم موضوعهما والمقابل ، من حيث هو مقابل يصدق عليه أنه مضاف . |
صفحة ٢٢٩