الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
والمقابل أعم من المقابل ، من حيث هو مقابل ، لأنه يصدق عليه ، وعلى كل | ما عرض له ، أنه مقابل ، فلا يلزم أن يكون التضايف أعم من التفاعل . ولا مانع | أن يكون الخاص عارضا لما له طبيعة العام ، عند اعتبار شرط يصير به العام | أخص .
ولا يخلو شيء عن عروض الإضافة له ، أما بحسب تقابل ، أو تضاد ، أو نسبة | إلى محل ، أو مماثلة أو غير ذلك .
ومن خاصية تقابل التضايف : اللزوم والإنعكاس ، وتقابل السلب والإيجاب | هو أقوى من سائر التقابلات ، ولا يخرج عنه شيء .
ألا ترى أن ما ليس بخير منه عقد أنه بخير ومنه عقد أنه شر وعقد أنه | ليس بخير ، لا ينافيه عقد أنه شر ، ولا عقد أنه ليس بشر ، لأنه قد يصدق مع | كل واحد منهما . فالمنافي له عقد أنه بخير ، والمنافاة متحققة من الجانبين ، | فعقد أنه خير ، لا ينافيه إلا عقد أنه ليس بخير لا عقد أنه شر ، الذي هو ضده . | وأيضا فللخير أنه خير . وهو أمر ذاتي له ، وأنه ليس بشر ، وهو عرضي له . | فاعتقاد أنه ليس بخير يرفع اعتقاد كونه خيرا ، وهو الذاتي .
واعتقاد أنه شر يرفع اعتقاد أنه ليس بشر ، وهو العرضي .
ورافع الذاتي أقوى معاندة من رافع العرضي ، وأيضا فإن الشر لولا أنه ليس | بخير ، لما كان اعتقاده رافعا كونه خيرا . ولو كان بدل الشر شيء آخر ، مما | ليس بخير ، لكان مع ذلك يمتنع اعتقاد أنه خير ، وليس بخير .
صفحة ٢٣٠