الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
الفصل الثاني
في |
أنه لولا العقل لما خرجت النفوس
في تعقلاتها ( لوحة 340 | من القوة إلى الفعل | وأن إليه يستند كمالها
الذاتي
لا شيء من الأشياء تخرج ذاته من القوة إلى الفعل ، في أمر | من الأمور . فإن ذاته لو اقتضت الخروج إلى الفعل ، لما كانت بالقوة | أصلا . وكل من تخرج ذاته من القوة إلى الفعل ، فاعتبار كونه بالفعل | أشرف من اعتبار كونه بالقوة . فيجب أن تكون ذاته لو قبلت عن نفسها | الكمال أشرف من ذاته ، وهو محال .
ثم البسيط الواحد من حيث هو بسيط وواحد ، لا يصح أن يفعل | ما كان قابلا له ، وإلا لكان فعله بجهة ، وقبوله بأخرى . فكان فيه | تركيب ما ، هذا خلف . وإذ قد ثبت هذا ، فالنفس التي كانت عاقلة | بالقوة ، ثم صارت عاقلة بالفعل ، لا بد لها من مخرج في ذلك إلى الفعل ، | هو أما عقل أو مستند إلى عقل .
وبرهانه أن النفس إذا غابت عنها صورة معقولة ، فتارة تفتقر | في استعادتها إلى كسب جديد ، وتارة لا تفتقر في استعادتها إلى ذلك .
والصورة المدركة إذا كانت حاضرة عند القوة المدركة ، لم تغب | عنها القوة ما كانت مدركة لها بالفعل .
أرأيت أن القوة إن غابت عنها ، ثم عاودتها ، والتفتت إليها ، هل | يكون قد حدث هناك غير تمثلها لها ؟
فيجب إذن أن تكون الصورة المغيب عنها ، قد زالت عن القوة | المدركة زوالا ما . |
صفحة ٤٨٧