الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
ورابعها المتخيلة : وهي في التجويف الأوسط أيضا . ويحتمل ألا | يكون محلها ، ومحل التي قبلها منه واحدا . ومن شأنها أن تركب الصور | بعضها مع بعض ، وكذا المعاني ، وتركب بعض الصور مع بعض المعاني ، | وكذلك تفصل الصور عن الصور ، والمعاني عن المعاني وعن الصور ، | فيتصور مثلا إنسانا يطير ، وشخصا نصفه شخص فرس ، ويتصور | الصديق عدوا ، والعدو صديقا .
وهي آلة الفكر في الانسان ، وكما هيأت الأسباب التي بها تحرك العين | في المحجر إلى الجوانب ، حتى ينتشر بذلك الابصار والتفتيش عن | الغوامض ، فكذلك هيأت الأسباب التي يتأدى بها التفتيش عن الصور | والمعاني المحفوظة في خزانتيهما .
وهذه تسمى عند استعمال العقل مفكرة ، وربما يستعين ( عليها ) | بالوهم ، وتسمى عند استعمال الوهم دون تصريف عقلي متخيلة ، ولولا | أنها موجودة في كثير من الحيوانات ، لما كان يرى فيها ما يرى من آثار | وتركيبات وتفصيلات عجيبة .
وخامسها - الذاكرة ، وهي قوة مرتبة في الانسان في التجويف الأخير | من دماغه ، من شأنها أن تحفظ أحكام الوهم ، وجميع تصرفات المتخيلة .
ونسبتها إلى الوهم كنسبة الجبال إلى الحس المشترك ، وهي سريعة | الطاعة للنفس في التذكر ، وبها يتأتى أن يستخرج عن أمور معهودة | أمورا منسية كانت تصحبها . وإنما سمى الحافظ للمدركات والمتصرف | فيها مدركا ، لاعانته على الادراك . |
صفحة ٤٣٤