، لكني لا بد أن أوضح أن ذلك اختلاف في الدرجة لا في النوع ... وإني لأعتقد أن أولئك الذين يفترضون خاصية «ص» المجددة في ذرة الراديوم، ويتوقعون أن ينظر إلى افتراضهم هذا على أنه شيء أكثر إلهاما من التخمين الطائش، يتأثرون بوجهة النظر التقليدية التي تقول إنك لو سلمت بأن هناك ظاهرة ما غير محددة «أو لا حتمية» فلا بد أن تسلم بوجود استثناء في سير الطبيعة المنتظم. وليس ذلك صحيحا. فكل ظاهرة - في التخطيط الحالي لعلم الطبيعة - لها درجة معينة من اللاحتمية. والحسابات التي تجري من الصيغ تعطينا في آن واحد نتيجة مرجحة وقياسا لا يقينيا. والترجيحات ترتب من الشواذ الظاهرة حتى المصادفات لكنها لا تصل قط إلى يقين كامل.»
5 (3) ويؤدي بنا ذلك إلى مبدأ اللاحتمية، وهو المبدأ السائد الآن في العلم؛ لأن العلم «لم يعد يبحث عن اليقين، لكنه يبحث فقط عن الاحتمال المرجح في وقوع حادثة ما، أو أن قانونا من قوانين الطبيعة قانون صحيح ... وهذا يعني أن جميع قضاياه لها طابع إحصائي؛ فسلوك الوحدات التي يعزى إلى الإحصائيات هو سلوك غير حتمي، والنتائج الإحصائية لا تعطينا سوى احتمالات ترجيحية فحسب.» ويصاغ مبدأ اللاحتمية في صورتين: ولقد انتشرت الصورة القديمة منهما حين افترض العلماء أن الذرة تتألف من نواة شمسية مع إلكترونات كوكبية تدور حولها في عدد من المحاور، وتبعا لمثل هذا الافتراض، فإن إشباع الذرة يحدث حين يقفز الإلكترون من محور آخر في لحظة معينة يفترض فيها أنها غير محددة.
لكن هناك صورة حديثة أكثر من ذلك لمبدأ اللاحتمية لخصها «دكتور برود» على النحو التالي: «هناك مقادير يمكن قياسها «ك وق» ذات أهمية أساسية في علم الطبيعة الأولى لها طبيعة الوضع، أما الثانية فلها طبيعة اللحظة. وقيمة «ق» في لحظة معينة وفي مكان محدد - بالنسبة لوقائع معينة، هي التي سوف أشير إليها ب «ط ق» - يمكن أن تقع داخل أو خارج نطاق صغير معين و
Δ
ق
على حد سواء، وبالنسبة لنفس هذه الوقائع نفس الزمان والمكان فإن قيمة ق يمكن كذلك أن تقع خارج أو داخل نطاق صغير هو
Δ
ق ، وبما أن المعطى ط ق ك يتغير في جوانب أخرى معينة تغيرا متصلا فإن النطاق
Δ
ك
صفحة غير معروفة