============================================================
فهو لم يستعرلغة عامة ليعبر بها عن فكره الخاص، بل أنشأ لغته انشاء بنفخ روح المعاتي فيها ، فقامت تطل على تعددية المعاني ، وقابلة للترقي والتصاعد . ومن هنا تركت الكلمات نوافذ مفتوحة على عوالم المطلق يقف عندها القارىء ، يشاهد أو ينطلق، كل بحسب تكوينه واستعداده وإرادته 7 وختاما، نقف أمام محيي الدين بن عربي. يحاول البعض الدفاع عنه تجاه السلفيين وخاصة بعد مهاجمة ابن تيمية له، ويحاول البعض الآخر آن يسرقه بعيدا عن رصانة جذوره الاسلامية، ويصوره هائما في فلوات الوجود، متحدا بالانسان في كل مكان، وينطقه بوحدة وجود نجد صداها في تعاليم فلسفة الهنود الدينية ولكن ما من أحد من مثقفينا إلا وارتبط به بشكل من الأشكال ، نحن أبناء أمة وجد في تاريخها الفكري شخصية كبيرة كابن عربي .. ان قراءة كتبه هي رحلة ممتعة في عالم المعرفة، وقبل أن نقبله أو نرفضه تعالوا نرحل، نسافر مع حروفه التي هي مراكب وسفن إلى عوالم اشراق المعرفة . . ولن نستطيع في النهاية إلا أن نكبر هذا العالم الاسلامي الكبير، فالفقيه يستمتع بخفايا فقهية، والكلامي يجد عنده ودقائق عقائدية، والصوفي لا يشبع من فتوحاته ومشاهداته. والإنسان أي انسان دخل عالم ابن عربي لم يعد ليستمتع بقراعة من عداه، لأنه جمع في نصوصه كل أركان تكوين المفكر الكبير: الاسلوب، العلم، الجدة، الجرأة، واقتحم عوالم اوصدت آبوابها إلى زمنه . نعم لقد ظهر أحيانا بصورة المعجب بنفسه، ولكن الم يترك بين أيدينا من المؤلفات ما يبرر له هذه المشاعر؟!
الشتتورة سعاد الحكيم بيردت في 27 رجب 1408 ه 16 آذار 1988م
صفحة ٤٥