============================================================
محمدا كل ما صبت إليه همم الأنبياء قبله. لذلك، فلا نبي يحجب السالك عن رؤية الكمال المحمدي وآتباعه . ولذلك لا يملك الخليل في نهاية الخطاب من أن يقول للسالك : يا بني، سير الى ما إليه ناداك .. فيخرج السالك عن السبع الطباق : 4 - بعد السبع الطباق يصل السالك إلى سدرة المنتهى، ويقف عاجزا أمام ما يغشاها من النور والبهاء . ثم يطلب الترقي منها الى الملأ الأعلى، فيقال له : بينك وبينه حضرة الكرسي. فيطير على أجنحة العزم إلى الكرسي، وهناك يلتقي قطب الشريعة نقف - نحن هنا قراءأ وكتابا أيضا - أمام هذا الفصل معترفين لابن عربي بأنه استاذ كبير، يمتلك كل اداة توسلها قبله كاتب، من ثقافة وعمق الى بلاغة واعجاز وصية قطب الشريعة للسالك تجمع كل الوصايا التي أبرزتها قصص الأنبياء في حياتهم ، لذلك نجد هذه الوصايا تتداخل، تتعارض، تتكامل:. جدلية لم يصلها هيجل، لأنه لم يبلغ آفاق النظر الصوفي الذي يعرف الله عز وجل بجمعه للأضداد، وكذلك جاءت أوامره عز وجل، تجمع الأضداد في كل، لا بؤالف بينها بل يزاوجها يقول قطب الشريعة من جملة نصائحه للسالك : "لا ترغب في ملك لا ينبغي لأحد من بعدك . بل قل : كل هذا سبحانك من عندك . أرغب في ملك لا ينبغي لسواك. تتخلق في ذلك بصفات مولاك.. الزم المحراب يأتيك الرزق بغير حساب، لا تلزمه سببا متمما، واتخذ الى التوحيد سلما .. لا تهز الجذع في كل وقت، فإنه مقت : هزه فهو المراد ، وهو الدليل على أهل الإفيك والإلحاد. . سلم أمرك لصاحب السماء، تعلم حقيقة الأسماء. لا تسلم فلست بثاني فلا تحجبك المثاني . لا تطلب رداءأ سواه، فمن توكل عليه كفاه . اطلب الرداء من جسك، فإنه قد شاء أن يكون أقوى لنفسك .. ألق تابوتك في اليم مطبقا، فإنه لا بد من اللقا . لا تلقه بحال، وأخلص لرب المحال. .* وهكذا تتدافع المعاني متسارعة، رافعة حضور القارىء الذهني إلى أعلى درجات
صفحة ٣٨