============================================================
له أيضأ ثقافة إسلامية واسعة شملت علوما قرآنية وحديثية وفقهية. وتخطى كل ذلك حين تفتح وجوده على عالم الروح وما وراء الحرف .
وهذا الكتاب يجسد اكتمال مواهب ابن عربي الشخصية من حيث الشكل والمضمون وبدايات الإلهام ؛ مرحلة من حياة ابن عربي الحرف فيها لا يظلم المعنى، والمعتى لا يطغى فيها على الحرف، فاكتملت بالتالي للقارىء المتع الأدبية والفكرية والروحية معا ويتميز هذا الكتاب عن بقية كتب ابن عربي بالأسلوب والبيان؛ فقد صاغه مسجع الألفاظ، أنيق المفردات؛ وتميز أيضا من حيث المضمون بوحدة الموضوع وتسلسله؛ اذ قلما نجد ابن عربي يلتزم موضوعا واحدا دون استطرادات او شروحات أو مداخلات ، وكأنما أراد ابن عربي لهذا الكتاب فعلا أن تحفظ في الأذهان ، وبكل دفق شبابه جند له كل مواهبه الأدبية والثقافية والروحية ؛ فجاء كاملا في توحده لغة وموضوعا تحليشل ضمون كتابا لاشرا يروي هذا الكتاب تفاصيل رحلة منامية إلى السموات السبع فما فوقها، على لسان السالك الذي هو ابن عربي ؛ وعند تحليلنا لمضمون رواية السالك يمكتنا تقسيها الى مقدمة وخمسة أقسام: - في المقدمة بين ابن عربي أن رحلته هذه هي معراج منامي روحي معنوي، يختلف تمام الاختلاف عن معراج النبي، الذي كان معراجا حسيا تم بالجسم واختراق مسافات وسموات.
2 - في القسم الأول الذي يتضمن ستة أبواب، تبرز شخصية رسول التوفيق الذي سيحضر السالك بدنيا وعمليا وعقائديا للمعراج؛ ومن ثم يرافقه في السموات السبع . وتلاحظ أن استعداد النبى للمعراج انحصر بظهور جبريل وشق الصدر، إلا أن الولي كما في رواية ابن عربي هنا، يتطلب تحضيرا أشد وأكثف، إذ لا بد من تعليم وتفهيم لقضايا اعتقادية إلى جانب
صفحة ٣٥