============================================================
بنفسه لاستقباله . وكلمته هي المسموعة عند الملك الظاهر صاحب مدينة حلب ابن صلاح الدين الأيوب.
استقراره في دمشق (620 ه- 638 ه): عندما بلغ ابن عر الستين من العمر، كانت شهرته قد عمت العالم الاسلامي، وتنافس الملوك على استقطابه، وتزاحم العامة على بابه، ولكن حالته الصحية الزمته ان يستقر، فلم يچد أطيب من دمشق وأعدل مناخا؛ يقول : " ان قدرت ان تسكن الشام فافعل، فإن رسول الله ثبت عنه أنه قال عليكم بالشام، فإنه خيرة الله في أرضه وإليها يجتبي خيرته من عباده *(12) ونعم ابن عربي في دمشق بأنواع من التكريم .. نزل في ضيافة القاضي محيي الدين ابن الزكي الذي اشتهر بصحبته لصلاح الدين الأيوي؛ وخدمه شمس الدين أحمد الخولي، قاضي قضاة المالكية ، وكان الملك الاشرف ابن الملك العادل يحضر دروسه، كما تلقى عنه الاجازة لرواية جميع كتبه عام 132 ه.
وهكذا .. عاش ابن عربي حياة وشاها التكريم، ورحل عن الدنيا عام 138 ه تشيعه انواع الحفاوات .
اوا 6- ابن عز: عالم تدمر و كاتب تملهم: منذ أن خرج ابن عربي من خلوته الأولى عام 580 ه وله من العمر عشرون عاما، وهو مطلوب لأنواع المكاشفات والإلهامات والفتوحات والرؤى المنامية وكان ذلك في حياة والده الذي لم يكن ينكر عليه حاله، وإنما لا يستطيع له تفسيرا؛ وها هو صديق والده الفيلسوف الشهير ابن رشد، يطلب من الوالد رؤية الولد، فيرسله اليه عمدا في حاجة ملفقة. ويروي ابن عربي الحدث قائلأ(13) : " فلما دخلت عليه قام من مكانه إلي محبة واعظاما، فعانقني وقال لي : نعم ؟ فقلت له : نعم فزاد فرحه بي لفهمي عنه، ثم اني استشعرت بما أفرحه من ذلك فقلت له : لا. فانقبض وتغير لونه وشك فيما عنده وقسال: كيف وجدتم الأمر في الكشف والفيض الإلهى ، هل هو ما أعطاه لنا النظر؟ قلت له : (12) الفتوحات ج4 ص 419 ، بلاسيوس 85 . (13) الفتوحات ج1 ص 8، بلاسيوس 54
صفحة ١٤