============================================================
كل هذه العلوم الاسلامية حصلها ابن عربي، وهو لم يتجاوز العشرين من العمر، وهو الزمن الذي نلمس فيه توجهه الى الخلوة والتصوف وأحوال القوم . وكانت بدايته خلوة واحدة، خرج منها يتحدث بكل هذه العلوم - بحسب أقواله - والأرجح أن ذلك كان عام 580 ه - 1184م. لم يأت تصوف ابن عربي ثورة على علومه السابقة، بل جاء مرحلة متقدمة تتوج مسلكه الفقهي وحياته العقلية ؛ وهنا يختلف عن الغزالي الذي كان التصوف منقذه من الضلال .
ويمكن تقسيم حياة ابن عربي الى مراحل أربعة : التكوين العلمي والعملي في الأندلس - السياحية في المغرب الاسلامي - السياحة في المشرق الاسلامي وإقامته في مكة - وأخيرا استقراره في دمشق.
التكوين العلمي والعملي في الأندلس : سلك ابن عربي ، في التحصيل الصوفي، نفس المنهج الذي يتبعه علماء الحديث والفقهاء، فنراه لا يأخذ علما إلا عن صاحبه ولا حالا إلا من أهله . لذلك تعددت أساتذة ابن عرب من رجال ونساء حفظت لنا كتبه كالفتوحات ورسالة القدس أسماءهم تعلم ابن عري معنى العبودية على يد شيخه ابو العباس العريني (2) ؛ وتعلم من موسى بن عمران الميرتلي كيف يتلقى الإلهامات الإلهية(3) ؛ وتعلم على أبي الحجاج يوسف الشبربلي وكان ممن يمشي على الماء وتعاشره الأرواح(4)؛ وتعلم محاسبة النفس على الأفعال والأقوال عن رجلين من " أقطاب الرجال النياتيين " هما: أبو عبد الله بن مجاهد وأبو عبد الله بن قيسوم(5). وتعلم الصبر على اضطهاد العامة عن أبي يحى الصنهاجي الضرير(2)؛ وعلمه أبو عبد الله أشرف الخلوة في الظلام مع تجنب كل داع إلى تشتيت الخواطر (1)؛ وتعلم من صالح البربري السياحة والتجوال؛ وخدم مسنتين متواصلتين صوفية مسنة هي فاطمة (4) الفتوحات ج1 ص 241 318، 222. ج2 ص114، 234، 266، ج 3 ص 442، 196، 705 كما يراجع ابن عربي لأسين بلاسيوس ترجمة عبد الرحمن بدوي ص 21.
(3) را. الفتوحات المكية حيث يذكر ابن عربي موسى بن عمران ، ج 2 ص 8، ج2 ص 107 . كما پراجع بلاسيوس ص 12 4) الفتوحات ج ص 268: يلاسيوس ص 15.
(5) الفترحات ج1 ص 275 بلاسيوس ص 16.
(1) بلاسيوس ص25.
(7) بلاسيوس ص 15.
صفحة ١٢