كان الإسراء في النوم واليقظة وقع بمكة والمدينة: قال شيخ الاسلام ابن حجر: وهو غريب إلا أن يريد تخصيص المدينة بالنوم ويكون في كلامه لف ونشر وغير مرتب، ويكون الاسراء الذي اتصل به المعراج وفرضت فيه الصلاة في اليقظة بمكة، والآخر في المنام بالمدينة. قال: وينبغي أن يزاد ان الاسراء في المنام تكرر في المدينة، انتهى. فتح الباري 7/198.
تاريخ
الاسراء والمعراج
الفصل الثالث
في تاريخه
وهو قسمان: الأول الزماني.
فقيل قبل البعثة، وهو شاذ، وسبق تأويله. ولعل قائله تمسك بحديث الطبراني السابق فإنه صرح فيه أنه قبل ولادة فاطمة، وهي ولدت قبل النبوة بسبع سنين وشيء، لكن الحديث ضعيف، والأكثر أنه بعدها ثم اختلف.
فقيل: قبل الهجرة بسنة: قاله ابن مسعود، وجزم به النووي وقيل: قبلها بثمانية أشهر، حكاه ابن الجوزي.
وقيل: بستة أشهر، حكاه أبو الربيع بن سالم.
وقيل: بأحد عشر شهرا، قاله ابراهيم الحربي، ورجحه الى ابن المنير.
وقيل: بخمسة عشر شهرا، حكاه ابن فارس.
وقيل: بسبعة عشر شهرا، قاله السدي.
وقيل: بثمانية عشر، حكاه ابن عبدالبر.
وقيل: بعشرين.
وقيل: بثلاث سنين، حكاه ابن الأثير.
وقال الزهري: بخمس، حكاه عنه القاضي عياض، ورجحه بالاتفاق على أن خديجة صلت معه بعد فرض الصلاة، وأنها ماتت قبل الهجرة بثلاث أو خمس ولا خلاف أن فرضها ليلة الاسراء، وأجيب بأن الصلاة التي صلتها معه هي التي كانت أول البعثة لركعتين بالغداة وركعتين بالعشي.
وقيل: كان بعد البعثة بخمس سنين.
وقيل: بخمسة عشر شهرا.
وقيل: بعام وتصف وأما الشهر الذيكان فيه فالذي رجحه ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به النووي في شرح مسلم،
وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.
وقيل: في رجب وجزم به في الروضة.
وقال الواقدي: في رمضان.
صفحة ٣٦