ويؤيده ما أخرجه أبو نعيم في الدلائل، من حديث محمد بن كعب القرظي، في شأن أبي سفيان مع هرقل " البخاري كتاب بدء الوحي" قال: وأبو سفيان يجهد أن يحقر أمره ويصغره عنده قال: حتى ذكرت ليلة أسري به فقلت: أيها الملك ألا أخبرك خبرا تعرف أنه قد كذب؟ قال: وما هو؟ قلت: يزعم أنه خرج من أرضنا أرض الحرم فجاء هذا مسجدا ايليا ورجع الينا في تلك الليلة قبل الصباح. وبطرق إيليا عن رأس قيصر بطريق إيليا. فنظر قيصر قال: ما علمك بها؟ قال: إني كنت لا أنام ليلة حتى أغلق أبواب المسجد، فلما كان تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني النوم فاستعنت عليه عمالي ومن يحضرني كلهم، فعالجته فغلبني فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول به حبلا، فدعوت اليه النجاجرة، فنظروا اليه فقالوا: إن هذا الباب سقط عليه البنيان ولا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى، فرجعت وتركت البابين مفتوحين، فلما عدوت عليها فإذا الحجر الذي من زاوية المسجد مثقوب، وإذا فيه أثر ربط الدابة، فقلت لأصحابي: ما حبس هذا الباب الليلة الا على نبي، وقد صلى الليلة في مسجدنا. الخصائص الكبرى للسيوطي 1/423425. ابن كثير 5/39.
وذهب جماعة الى أن الاسراء كان بروحه في المنام، فقد كان معاوية يقول إذا سئل عن الاسراء: كانت رؤية من الله صادقة. وقالت عائشة: ما فقدت جسد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنما أسري بروحه. رواهما ابن اسحاق في السيرة. سيرة ابن هشام 2/5. ولقوله تعالى:
{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} الاسراء 60.
صفحة ٣٣