أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا ابراهيم ابن هيثم البلدي، حدثنا محمد بن كثير الصنعاني، حدثنا معمر بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصبح يحدث الناس في بذلك، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه.
دلائل النبوة للبيهقي 2/112.
حقيقة الاسراء والمعراج
الفصل الثاني
في حقيقته
اختلف في الاسراء والمعراج؛ هل كانا في ليلة واحدة أم لا، وأيهما كان قبل الآخر، وهل كان في اليقظة أو في المنام، او بعضه في اليقظة وبعضه في المنام، وهل كان مرة أو مرتين أو مرات: فذهب الجمهور من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين الى أنهما وقعا في ليلة واحدة في اليقظة وتواردت عليه طواخر الأخبار الصحيحة وقوله تعالى:
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} الاسراء.
لأن التسبيح إنما بكون عند الأمور العظام، ولو كان مناما لم يكن فيه كبير شيء، ولما بادرت قريش الى إنكاره، ولا ارتد جماعة من ضعفاء من أسلم، ولأن العبد عبارة عن مجموع من الروح والجسد، ولو كان مناما لم يقل بعبده بل بروح عبده، وليس العقل ما يحيل ذلك أيضا، ولأنه حمل على البراق والروح لا تحمل، وإنما يحمل البدن.
صفحة ٣٢