ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن ثمرها الثرج تحتها شيخ وعياله، فقال لي جبريل: أعمد الى أبيك إبراهيم، فدفعنا اليه فسلمنا عليه، فرد السلام، فقال ابراهيم، يا جبريل من هذا معك؟ قال: هذا ابنك أحمد، فقال: مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته، يا بني إنك لاق ربك الليلة، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفهم فإن استطعت أن تكون حاجتك أوجلها في أمتك فافعل.
ثم اندفعنا حتى أتينا الى المسجد الأقصى فنزلت فربطت الدابة بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين بين قائم وراكع وساجد، ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن فأخذت البن فشربته فضرب جبريل منكبي فقال: أصبت الفطرة. ثم أقيمت الصلاة فأممتهم ثم انصرفنا فأقبلنا.*
قال ابن كثير: إسناده غريب، وفيه من الغرابة أنه اجتمع بالأنبياء قبل دخوله المسجد الأقصى، والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السموات، ثم نزل الى بيت المقدس ثانيا وهم معه وصلى بهم فيه ثم ركب البراق ورجع الى مكة.**
*الخصائص الكبرى 1/404. وعزاه الى ابن عرفة في جزئه المشهور وأبي نعيم وابن عساكر.
** تفسير ابن كثير 5/29.
(الحديث الحادي عشر)
قال محمد بن اسحاق في مغازيه:
وحدثني محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت:
ما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة، فصلى العشاء، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما صلى الصبح وصلينا معه قال:" يا أم هانئ لقد صليت معك العشاء الاخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين".*
الكلبي متروك ساقط.**
* السيرة النبوية لابن هشام 1\402. الخصائص الكبرى 1\438 439.
** محمد بن السائب الكلبي (أبو النضر) الكوفي:
متروك متهم بالوضع وقد رمي بالرفض.
ضعفاء البخاري رقم 322.
ضغفاء النسائي رقم 467.
صفحة ٢٩