قال: ثم انحدر فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لجبريل: مالي لم آت أهل سماء إلا رحبوا بي وضحكوا الي غير رجل واحد فسلمت عليه فرد علي السلام ورحب بي ولم يضحك الي؟ قال: يا محمد ذاك مالك خازن جهنم لم يضحك منذ خلقت ولو ضحك الى أحد لضحك اليك.
قال: ثم ركبت منصرفا، فبينا هو في بعض طريقه مر بعير لقريش تحمل طعاما، منها جمل عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء، فلما حاذى بالعير نفرت منه واستدارت وصرع ذلك البعير وانكسر، ثم إنه مضى فأصبح فأخبر عما كان، فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر فقالوا: يا أبا بكر هل لك في صاحبك يخبر أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ثم رجع في ليلته، فقال أبو بكر: إن كان قاله فقد صدق وإنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا، نصدقه على خبر السماء.
فقال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما علامة ما تقول؟ قال: مررت بعير لقريش وهي في مكان كذا وكذا، فنفرت الإبل واستدارت، وفيها بعير عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء فصرع فانكسر، فلما قدمت العير سألوهم فأخبروهم الخبر على مثل ما حدثهم عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن ذلك سمي أبو بكر الصديق.
وسألوه فقالوا: هل كان فيمن حضر معك عيسى وموسى؟ قال: نعم قالوا: فصفهم؟ قال: نعم، أما موسى فرجل آدم كأنه من رجال أزد عمان، وأما عيسى فرجل ربعة يعلوه حمرة كأنما يتحادر من شعره الجمان".
قال ابن كثير: هذا سياق فيه غرائب عجيبة. تفسير ابن كثير 5\11 13.
(الحديث السابع)
وقال أحمد في مسنده:
حدثنا عفان، حدثنا همام، سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، أن مالك بن صعصعة حدثه/، أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثهم عن ليلة أسري به قال:
صفحة ١٣