قال: ثم انطلق بي على ظهر السماء السابعة حتى انتهى الى نهر عليه جام. الياقوت واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير خضراء [ أنعم طير رأيت] فقلت: يا جبريل إن هذا الطير الناعم، فقال: يا محمد أكله أنعم منه، ثم قال: يا محمد أتدري أي نره هذا؟ قلت: لا، قال: هذا الكوثر الذي أعطاك الله إياه فإذا فيه آنية الذهب والفضة يجري على رضراض من الياقوت والزمرد ماؤه أشد بياضا من اللبن. قال: فأخذت من آنيته فاغترفت من ذلك الماء فشربت، فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من المسك ثم انطلق بي حتى انتهى الى الشجرة فغشيني سحابة فيها من كل لون فرفعني جبريل وخررت ساجدا لله عز وجل، فقال الله: يا محمد إني يوم خلقت السماوات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فقمبها أنت وأمتك قال: ثم انجلت عن السحابة وأخذ بيدي جبريل فانصرفت سريعا فأتيت على إبراهيم فلم يقل لي شيئا، ثم أتيت على موسى فقال: ما صنعت يا محمد؟ فقلت: فرض ربي علي وعلى أمتي خمسين صلاة. قال: فلن تستطيع أنت ولا أمتك فارجع الى ربك فاسأله أن يخفف عنك. فرجعت سريعا حتى انتهيت الى الشجرة فغشيتني السحابة ورفعني جبريل وخررت ساجدا وقلت: رب إنك فرضت علي وعلى أمتي خمسين صلاة وإني لا أيتطيعها أنا ولا أمتي فخفف عنا، قال: وقد وضعت عنكم عشرا، قال : ثم انجلت عني السحابة وأخذ بيدي جبريل وانصرفت سريعا حتى أتيت على إبراهيم فلم يقل شيئا، ثم أتيت على موسى فقال لي: ما صنعت يا محمد؟ فقلت: وضع ربي عشرا قال: أربعون صلاة قال: لن تستطيع أنت ولا أمتك فارجع الى ربك فاسأله أن يخفف عنك فذكر الحديث كذلك الى خمس صلوات وخمس بخمسين، ثم أمره موسى أن يرجع فيسأل التخفيف فقلت: إني قد استحييت من الله تعالى.
صفحة ١٢