أسرة الخليل وميلاد إسماعيل (2)
أبو الأنبياء داعية التوحيد ، ورسول الحنيفية السمحاء ، إبراهيم (عليه السلام) وله بحب الله ، فتعشق تلك الحقيقة الكبرى ، فملكت عليه وعيه وروحه وإحساسه ، هام بها فراح يحملها رسالة وعقيدة وهدفا يجوب الآفاق ويقطع الفيافي والقفار ، رسولا وداعية وهاديا ، يصدع بدعوته ، ويهجر أهله ووطنه ودنياه من أجل تلك المبادئ والقيم التي آمن بها وحملها، فلم تكن حياة إبراهيم (عليه السلام) ملكا له ، ولم يكن النعيم والاستقرار وخصب الرافدين ليستهوي قلبه وعقله ، بل ظل ملكا لرسالته ، أمينا وفيا لمبادئه ، كان إبراهيم كما وصفه الحق سبحانه :
(إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ). ( النحل / 120 )
(إنه كان صديقا نبيا ). ( مريم / 41 )
(واتخذ الله إبراهيم خليلا ). ( النساء / 125 )
(إن إبراهيم لحليم أواه منيب ). ( هود / 75 )
(ولقد آتينا إبراهيم رشده ). ( الأنبياء / 51 )
(سلام على إبراهيم ). ( الصافات / 109 )
(واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الايدي ).( ص / 45 )
(وإبراهيم الذي وفى ). ( النجم / 37 )
(لقد كان لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ). ( الممتحنة / 4 )
هذا أبو الأنبياء إبراهيم بن تارخ شاء الله أن يولد وينمو ويترعرع في أرض الرافدين (أرض العراق) ، في ظل الوثنية والظلم وجبروت نمرود بن كوش (3)، ملك بابل وطاغيتها المستبد : «في قرية كوثي في اور الكلدانيين قرب الشاطئ الغربي للفرات ، وقيل أيضا أنه ولد ببابل» (4).
صفحة ١٤