إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث
محقق
عبد الله الجبوري
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
وقد (١) يجوز أنْ يقال لما لا يُغَطى من الشَراب جدف، على هذا المخرج. كانَ غطاءه جُدِف. أي: قُطِعَ (١).
والموضع الآخر: لأنَّ الشَّراب يُجْدَفُ، أي: يحرّك (٢). فترتفع الرغوة. فما ارتفع منها جَذَفٌ. لأنَّه عن الجدف كان، كما مثّلْت لك. وكذلك جَدْحُ الشراب. ولو أردنا أنْ نبني منه اسمًا لما ارتفع فوقه، لقلنا: جَدَح. غير أنّا لم نسمع به. فإِنَّما (٣) نتكلم فيما جاء.
ومن الجَدْف، قيل: مِجْداف السفينة؛ لأنَّها تندفع به وتنبعث. ومنه قيل للسَّوْط: مِجْداف. قال العَبْدي، (٤) وذكر ناقة:
تكادُ إنْ حُرِّك مِجْدافُها ... تنسَل من مَثْناتِها واليَدِ
والمثناة (٥): الحَبْل، ومن عادة الناس أنْ يُلْقوا الزَّبَد عن اللَّبَن. وطُفاحة القِدْر. وهو ما على فوقها في الغَلَيان، وأن تَنْزع رُغْوة كلّ شراب. لأنَّها خَبَثُه ورداءئُه (٦). وهذا (٧) عندي معنى حسن، شبيه بما أريد إنْ شاء الله.
لأنَّه رُوِيَ في الحديث (٨): "انَّ طَعام الجِنِّ الرّمَّة". وهو العظام.
_________
(١) سقطت من غريب ابن قتيبة.
(٢) ظـ: يحول.
(٣) في الأصل: وإنما.
(٤) هو المثقب العبدي، والبيت في: اللسان "ج/ د/ ف"، ١٠/ ٣٦٦؛ وفي ديوانه (ط/ آل ياسين) ص/ ٣٣.
(٥) اللسان: (ت/ ن/ ١).
(٦) في ظـ والمطبوعة: خبثه رداءته.
(٧) ظـ: وهو.
(٨) ينظر: ابن حنبل ٢/ ٢٤٧؛ ٢٥٠؛ وابن ماجه (كتاب الطهارة: ٢٦) .. وغريب الحديث ١/ ٢٧٢؛ والفائق ١/ ٥٠٥ ومختلف الحديث: ٢٢٢.
1 / 106