قال أبو عبيد: (١) الصَياصي: القرون (٢). ولم يذكر لِمَ شبَّهها بقرون البَقَر. هذا هو الذي يُراد من الحديث.
قال أبو محمد: إنَّما شبَّهها بقرون البَقَر لما يُشْرَع فيها من الرّماح وأشباهها من السّلاح، فشبّه ذلك بقرون بَقَر مجتمعة. وكانت العرب تشبه الكتيبة بالشَّجَر، لما يُشرع فيها من الرّماح. وكانوا ربَّما جعلوا القُرون مكان الأسِنَّة. قال المفضّل (٣) العبدي:
يُهَزْهِزُ صَعْدَةً جَرْداء فيها ... نقيعُ السمّ أو قَرنٌ محيقُ
والمَحِيق: هو الذي امَّحَق مما دُلِكَ. وهو (فَعيل) بمعنى (مفعول)، ويُسَمُّون الثّور رامِحًا. يريدون: أنَّ له رمحًا من قَرْنه. قال ذو الرّمّة: (٤)
وكائن دعرنا من مهاةٍ ورامحٍ ... بلادُ الوَرَى ليست له ببلادِ
وقال لبيد (٥)، يشبّه القِسِيّ بالقرون:
وأصدرتُهُم شتّى كأنَّ قِسِيَّهم ... قرونُ صِوارٍ (٦) ساقِطٍ مُتَلَغّب
* * *
_________
(١) فسرها أبو عبيد بأنها حصونها التي تحصن بها من عدوها.
(٢) ينظر: غريب ابن قتيبة ٢/ ٢٩٤، واللسان (ص/ ي/ ص ٧/ ٥٢)، والفائق ٢/ ٢١٠، والنهاية ٢/ ٤٣٢.
(٣) الأصمعيات: ٥٣، واللسان (م/ ح/ ق). وفيهما: المفضل النكري.
(٤) ديوانه: ١٤١، وينظر: المخصص ٦/ ٢٨، اللسان (ر/ م/ ح، ٦/ ٤٠٢).
(٥) ديوانه: ٢١.
(٦) صوار: (بضم الصاد المهملة وكسرها): البقر. التكملة ٣/ ٧٦.
1 / 86