نعم يا سيدي، أنا المذنبة، لم أحرق الصورة، وكان يجب أن أحرقها، خلعتها من صدري لأحرقها، لكني يا سيدي تركتها فوق الأرض ونسيت. إنه ذنبي أنا؛ كان يجب أن أحرقها فورا لكني نسيت؛ لم أجد الكبريت ...
رئيس الجيش :
ولماذا علقتها ابنتك في صدرها؟!
الأم :
كانت تلعب في التراب؛ فهي صغيرة كما ترى، وعثرت على الصورة؟ ظنت أنها صورة الإله «رع»؛ فهي لا تعرف شيئا، إنها لا تعرف القراءة ولا الكتابة، ولا تعرف صورة الإله «رع» من صورة الإلهة إيزيس أو الإلهة نوت؛ إنها صغيرة وجاهلة يا سيدي!
رئيس الجيش :
الجهل أقبح من الذنب، ويمكن لها أن تجهل لها أي شيء إلا وجه الإله الأعظم «رع» إله الشمس، يتبدى في الكون مثل قرص الشمس واضحا مثل الشمس.
كيف تجهل صورته؟ إنها تستحق العقاب الشديد؛ خذوها! (يأمر الجنود باقتياد الفتاة أمامه رغم توسلات الأم.) (رئيس الجيش يخرج من المسرح وأمامه الفتاة والجنود قابضين عليها، رئيس الجيش يردد في غضب مصطنع وهو يخرج):
رئيس الجيش :
أي شيء يمكن أن نغفره إلا هذه الجريمة! جريمة الكفر! (ظلام تام وصمت، المسرح خال، يسمع صوت رئيس الجيش وهو يهمس بصوت كالفحيح يحاول اغتصاب الفتاة، لكنها تقاوم وتصرخ في فزع، يقاومها بكل عنف وقسوة.) (لحظة الاغتصاب تتم في الظلمة فوق المسرح إلا من ضوء خافت يسقط أحيانا على وجه رئيس الجيش فيبدو كالوحش المفترس، وأحيانا يسقط على وجه الفتاة فتبدو كالطفلة المرعوبة اليائسة.) (ثم ظلام كامل وصمت يقطع أنين الفتاة الخافت، ثم يتوقف الأنين تماما.) (المسرح خال مظلم صامت.) (تظهر الأم الفلاحة وحدها في الظلمة فوق المسرح الخالي، تسير بخطوات بطيئة متعثرة حزينة تبكي.)
صفحة غير معروفة