الإثم العذاب ، وقال في قوله في الخمر والميسر : [ قل فيهما إثم كبير ] (¬1) قال : عذاب ، وروي عن النبي عليه السلام أنه قال : ( البر ما سكنت واطمأنت إليه النفوس ، والإثم ما حاك في صدرك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) (¬2) ، وأما الوزر فهو أن يحمل غيره على الذنب ، فيكون قد تقلد ذنبين : ذنب نفسه ، وذنب غيره ، قال الله تعالى : [ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم] (¬3) لما أضل غيره ، سماه وزرا ، وأصله من المؤازرة ، وهي المشاركة والمعاضدة ، ومن أجل ذلك سمي وزير الملك وزيرا لأنه مأخوذ من المشاركة ، كأنه يشرك الملك في سلطانه ، قال الله : [واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ] (¬4) سماه وزيرا لما كان شريكا له ، ومعاضدا / فسمي الوزر وزرا لأن صاحبه أشترك مع من39أ حمله على الوزر ، وعاضده عليه 0 القيامة : القيامة مأخوذ من قام يقوم ، المصدر منه قياما ، ومثله : صام يصوم صياما ، والاسم منه الصوم ، والقيامة فعل يكون من الخلائق دفعة واحدة ، ولذلك أدخل فيه الهاء ، فقيل يوم القيامة ، ولم يقل يوم القيام ، ويقال له يوم الحشر ، والحشر الجمع ، كأن الخلائق يجمع بينهم في ذلك اليوم ، قال الله تعالى : [احشروا الذين ظلموا وأزواجهم] (¬1) الآية ، ويقال له : يوم الجمع ، من ذلك ، ويقال له : يوم التغابن ؛ لأن المغبون من انكشفت سرائره في ذلك اليوم ، فيظهر ما اكتسب في الدنيا من عبادته غير الله ، وقدر أنه قد اهتدى ، وأنه ينجو ، فيكون أمره كما قال الله : [وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا] (¬2) فهذا هو المغبون ، مثل المغبون في الدنيا ، الذي يشتري سلعة أو يبيعها ، فيقدر أنه قد ربح ، فإذا انكشف أمره ظهر خسرانه ، فيقال له مغبون ، فسمي يوم التغابن لذلك ، ويقال له أيضا يوم الدين ، قال أهل التفسير معناه يوم الحساب ، لأن كل أحد يحاسب / فيجازى بعمله ، ومن أجل ذلك يقال : كما تدين تدان ، ويقال له 39ب يوم البعث ، والبعث الإثارة ؛ لأن الله تعالى يثير أهل القبور من قبورهم ، قال الله تعالى : [من بعثنا من مرقدنا] (¬3) أي من آثارنا ، ويقال له يوم النشور ، وذلك أن أعمال العباد تظهر في الصحف ، فيعطى كل أحد كتابه منشورا ، قال الله تعالى : [وإذا الصحف نشرت] (¬4) فسمي يوم النشور لنشور الصحف ، ويكون أيضا من نشور الموتى ، يقال : نشر الله الميت ، وقال الأعشى : " من السريع "
صفحة ١٠٤